الجمعة، 26 أغسطس 2016

استيقظت من الحلم


في تلك اللحظة التي استيقظت من الحلم الذي لا أعلم كم دام وأنا في سبات عميق، كالذي لا يتذكر ما حدث بالأمس، أو كشخص أصابه فقدان في الذاكرة، فلم يعد يذكر اسمه. عندما استيقظت وأدركت أنني أصبحت حقيقة، وأنني أستطيع أن أمشي وأتحرك، ككائن حيّ. عندما علمت، أنني أستطيع لمس أصابعي، وأتأكد من ملامح وجهي، أنها لم تتغيّر، وأرى لطول شعري أنه لازال كما هو، وإلى الوسادة التي أتوسدها يومياً لم يظهر على وجهها آثار هبوب رياح، وإلى أرضية الغرفة ذات اللون البُنّي الغامق -كلون جذع الشجر بعد هطول المطر- أنه لم يزل باقي ولم يتكسّر . تأكدت من موضع كتبي على المكتبة، ومن وجود ملابسي على خزانتي، ومن وجود جميع علامات الصباح كإشراقة الشمس، ظلال الشجر، زقزقة العصافير. تأكدت من اسمي على بطاقتي الشخصية، وإلى تاريخ انتهاء صلاحية البطاقة. لم يكن اسمي ساڤانا كما في الحلم. حاولت أن استيقظ من تأثير الحلم،  ولكن ظلّت تلك الصورة التي من النادر حدوثها مع البشر. لم أفهم ما يحدث لي في ذلك الحين، ولما كل هذه الأحاسيس تُتابعني، ظننت أنني في غابة لا يعرفها أحداً غيري، وأن جميع المناظر التي كانت من نافذة غرفتي لم تعد كما هي، بل تغيّرت ،وأن السرير الذي نمت عليه لم يكن مريح كالقطن. شعرت كأنني تائهة في أحد المدن المزدحمة،  فليس بإمكاني الطلب الماريين سؤالاً. أسأله عن التغيير الذي حدث لي، لعله يدلني على من يعرف كيف جئت إلى هنا. من الغريب، أن تسأل شخصاً غريباً عن نفسك، أو أن يعرّف لك هويتك. 

هناك تعليق واحد:

  1. بعضُ الأحلام حياة من نوع .. آخر ..

    واصلي ياا مبدعة.. لـقلمك وقعٌ آخر في نفسي

    ردحذف