الخميس، 18 أغسطس 2016

رسالة من أمي..



ابنتي رحمة ،


أتعلمين، حين يسقط المطر على خديّك، وتتبلل ملابسك، ويرقص قلبك، كأن بداخله مسرح فنّي، وتتفتّح عيناك للحياة، وتتنوّر بشرتك، كأن الشمس غيّرت مكانها واتخذت وجهك مكاناً للشروق والغروب، وحين تزدادين جمالاً فوق ما أنتِ عليه. إنك تشبهين الغيمة حين تحتضنيني، وتقبلّين قدمي ورأسي ويداي. إنك تشبهين النحلة حين تقبلّ الزهرة. 



أتعلمين يا صغيرتي، بعدد القطرات التي سقطت على جسدكِ، كنت أخاف من أن تُسبب لك الزكام، أو الحُمى. كنت أخاف من أن تجعلك مُتعبة، وغير قادرة  على الحركة بالشكل الطبيعي.



أتعلمين يا عمر أيامي، أنا لا أتحمل إن لم تتناولي وجباتك الرئيسية يومياً. أخاف أن تتعبي ولا تستطيعي من إكمال باقي يومك. أكون مُتعبة من الداخل، وأحزن. 



أتعلمين يا زهرتِي، حين تمرضين، لا أستطيع النوم، أسهر معك، كأني أنا الألم الذي تعانين منه. وأتمنى وقتها، أن الألم الذي فيك يتحول إلى جسدي، فاستحب أن أصبر على أنك تصبرين على ألم لا يستطيع جسدك على تحمله، فتبكي عيناك منه. فلا أريد أن تحط عليك ذبابة، ولا أن تؤذيك أياً من الكائنات. 



ابنتي، أنا لا أزال أشعر بأنك داخل بطني، تكبرين هناك، وتعيشين في أمان داخلي، فلا يستطيع أحداً أن يسبب لك الأذى لقلبك، أو حتى يتركك،كأنك نقطة على آخر السطر.



ابنتي، العالم مليٌء بالمفاجآت. قد لا يطيب لك بعضاً منها، وقد يطيب لكي النصف الآخر. وقد تفاجئك الحياة بما لم تتصوريه، كوفاة أخيك-رحمه الله-مثلاً.



ابنتي، دعائي لكِ  ولأبيك ولإخوتك، أقدمه قبل دعائي لنفسي، أُقدمكم قبلي، لأنكم أغلى وأثمن هدية على الإطلاق. أنتم أفضل ما حدث لي في عُمري. 


رعاك الله يا من كنتِ بداخل أحشائي ولا زلتِ.

هناك تعليق واحد:

  1. لا قلب يُحبنا بصدق كـقلب الأم
    فهي تحب بلا شروط
    ولا قيود
    تحب فقط لأنهاا .. تهتم
    دون مقاابل و دون انتظار أي كلمة شكر ..
    قلبهاا هكذا .. يعطي و يحب لأجل أبنائهاا..

    ردحذف