الاثنين، 5 سبتمبر 2016

إن الورود الحقيقية التي لا تذبل هي التي تزرعها أنت بداخل صدرك


صحوت مرّة مُبكراً، لا أعلم لمِا صحوتُ في الرابعة فجراً، ظننتُ أنَّ الساعة تشير إلى السادسةِ أو السابعة مثلاً. ذهبت لأرى كم بقي عن الأذان، وإلى خارج غرفتي أيضاً ،لأرى هلِ السَّماء استعدت لظهور الغلس-أي ظلمة آخر الليل قبل وضوح ضوء النهار-أمْ بعدها لازالت ساكِنة و داكنة؟ ظننت أنني أستطيع معرفة ما إن كانت مستعدة أم لا، ولكن على الأقل رأيت جمالاً على وجهها بدأ بالنهوض والوضوح، ثانية تلو ثانية، دقيقة تلو دقيقة. على كُلٍّ، كنت على موعد مع نفسي في الصباح. بأن انهض باكراً،و أسمح للشمس بأن تشرق على كل عضوٍ من جسدي، وتفتح له شريحة جديدة من الحياة، بمثل ما تفعل الشمس مع زهرة تبّاع الشمس أو مع الأزهار التي تحتاج مساعدة مِن الشَّمس ؛كي تتفتح وتعطي غاز الأوكسِجين للإنسان. إن الأزهار صديقة حميمية للإنسان، ولكن الإنسان يجهل قيمتها في بعض الوقت فيقطفها لكي يسعد نفسه أو غيره، فهو لا يعلم أنه بهذا الفعل يكون قد خان صداقته مع الزهر، . إنه كائن مؤذي أحياناً. وإنها سعادة لحظية بالفعل. قد يكون من اللطف، أن تعتني بِنبتةٍ لزهرة معينة، فتكبر معك ؛فتشعر بمدى جمالها وهي بين أوراقها وأغصانها، فَيعِّز عليك قطفها. لا أدري إن كان بالفعل هذا الفعل يسمى لطيفاً. فبنسبة لي، أفضّلُ رؤية جمال الورود وهي مُتعلقة بتُربتِها، بدلاً مِن أن تذبل بين أصابعي.أحزن شديداً حين أرى أن الورود أصبحت ربحاً وتجارة.  بعض الجماليات، من الجميل أن تكون مَصدرا للاستماع لا للاستخدام. 
إن الورود الحقيقية التي لا تذبل هي:التي تزرعها أنت بداخل صدرك، فتعطي منها نفسك ولمن تُحب، ،تشارك بها لِمن يرتاح قلبك له. إنها المشاعر التي تنمو كلما أشرقت عليها الشمس، وكلما أعطيت الحُب للرب، وكلما تنفست فذكرت: الحمد لله، وكلما قبّلت رأس والديك أو إحداهما كل صباح، وكلما شكوت ربك فأعطاك، وكلما ضاق صدرك تفتحت هذه الزهور وتعاطفت معاك، وكلما علمتَ أن الجبال بعظمتها، تتحرك بِمرِّ السَّحاب، وكلما فقدت إحدى أوراقها كوفاة إحدى أفراد عائلتك أو من معارفك، يتضاخم حجمها وتتكاثر في كل جسمك، وتحاول أن تواسيك بِخفة أوراقها.