السبت، 11 يونيو 2016

التنبؤ



تسبقني توقعاتي دائماً في بداية كل وِجهة، حتى بدأت بالتنبؤ عمّا سيحدث كأن كل الوجهات تحولت لتجارب علمية. أتنبأ بظهور وجهك في كل مكان، في الممر وعلى الجوانب وعلى سطح الأرض، لعلي أجد وجهك ينتظرني، يلوّح لي بالسلام، ويترقب حضوري كما لو أنك رزقت بطفلك الأول.

الساعة الحادية عشر صباحاً .

في قاعة الانتظار، كنت انتظر اللاشيء كالذي ألقِي فِي غيابة الجُب وحيداً...لا أريد أن أترصد تحركاتك كصياد نشيط يرمي الشبكة وينتظر لساعات حتى تشتد الشبكة،فلا ينتهي حتى نهاية يومه ويُكمل في اليوم التالي. انتظرك كثيراً، حتى انتهيت من القراءة، حتى تقبَّلت عدم مجيئك بعذر: كالعادة.

قاطعت  أمي ما يدور في رأسي من انتظار وأفكار شتَّى ،وقالت: اذهبي لرؤية والدك، هل جاء دوره للعلاج؟ 

ذهبت كما لو أنَّ والدي يقع على بعد أميال بعيدة عنّي، وتفصلنا سكك وممرات. 
وصلت عنده. ولكن .. بِتعب من زحمة الأفكار والتنبؤات.
وسألته -مقاطعة لما يضج في رأسي: متى دورك يا بابا؟ ألم يَحن وقت مقابلتك للطبيب؟ 
أجابني بكل صبر: سيأتي قريباً لم يتبقَ إلا القليل. مسح على يدي مثلما يمسح المطر على القلوب؛ فتنتعش وتزهِر كما خُلقت.


...

قبل نهاية اليوم.
تمنيت لو أنني أستطيع هدم كل التنبؤات، ولا ألقِ الاهتمام ، لو أنني أتمكن من الكتابة أكثر من ذي قبل لكي لا أجد وقتاً للتفكير بما لا يهم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق