الخميس، 3 ديسمبر 2015

يا زَهرَة المدائِن

يا زهرة المدائن 


قد شُلَّ فؤادي و ضاق بالهواء صدري

 تصدعت هُوِيَّتي

 و ملَّ الشعبُ من أصوات البنادق في بداية النهارِ

و ملِلّنا من اجتماع الدول لإيجاد حلاَّ لبلادي 

سئمنا من إشعال القناديل بدلاً من نور الشمس


أصبحنا لا نبالي بحالنا و تشتتنا حتى يأتينا الموت الحقيقي  لأننا نموت في اليوم ألف مرّة و تتوقف قلوبنا مع كُلَّ طلقة حتى يفيق من جديد على صوت الأذان،
و هو بالكاد يُسمع فنطمئن من بعد الصلاة حتى نرى أثرها في قلوبنا و تنبت الزهور و تتفتح زهور المدائن،
 نحن نتعلم و نتخرج و بلادنا محتلة نبكي و نفرح و نمازح جارنا المسكين و بلادنا محتلة،
 نحن أحياء بأجسادٍ فقط! فأرواحنا أُخِذت مع الله،
 لا نيأس بمايحدث بداخلنا لأننا لازلنا نتحمل سكوت العرب على حال إخوانهم لا ننتظر المزيد إلا الحرية أو الموت إن كان لنا أن نموت،
لقد أصبح اللجوء لدول أخرى بالنسبة لنا هدفاً سميّا و يشغل تفكيرنا،
 حتى المرافىء و السكك و بقالة المدينة المفضلة لدينا قد دفنت من كثرة القصف،
 حزني يا من سيقرأ كلامي كبير لا يَصِفه الورق من الجرائد و الصحف و لا  الشِعر و لا الرسم ،
قليل من ألم بلادي نقلته، و قليل من المحن، حين قلتُ لك أننا نموت في اليوم ألف مرّة نعم نموت و نحيا في آنٍ واحد،
حين نتذكر بأننا مسلمين و ندعوا الله بأن يخفف علينا ،
 فلا نيأس لأنه يقول:" لا تقنطوا من رحمة الله"، قلوبنا أصبحت قوية رغم مصائبنا
 و رغم عدد الأموات من شهدائنا، فنحن نقول لا بأس فالله معنا حين تزيد المحنّة.

فنحنُ أصبحنا ندافع عن العدو و نتصدى بأنفسنا دفاعاً عن أهلنا و الوطن، نتقاسم الخطط الهجومية  لأجل تخويفهم،
ما يضحكني حين يخافوا من الحصى وهم يملكون دبابات مليئة بالبنادق حيث يستطيعوا تخليصنا من الحياة بلحظة و السبب؟ زراعة الله للخوف في قلوبهم بدل الإيمان و الطمأنية،
 فنحن نصلي بالقرب من المسجد رغم إحاطتهم لنا بالأسحلة فلا نخاف بل نصلي أكثر و نبكي أكثر و بعد هذا نحبُ الله أكثر حتى يصل الحب للسماء و ينزل الغيث و تموت النيران و تحيا زهور المدائن من بين ثقوب طلقات الرصاص،
و أقول لنفسي: الله قادر على إحياء الموتى فما بالي بهذه النبتة؟ 

هناك تعليق واحد: