الخميس، 3 ديسمبر 2015

أنَا طيرٌ جريح من بلاد العرب




               
               



             عَلمني، كيف أطير في وطنٍ محتل؟ كيف ستُحلِق جِناحيّ في السَّماء؟ كيف سأحصل على غذائي و رؤيتي أصبحت ضعيفة و تحجب عنّي مصدر عيشي؟ 



 أخبرني ما شعورك و أنتَ تصحو على سماء ملبدة بِدُخَّان الحرب بدلاً من الغُيوم أو حتى بِصفاؤها ؟ 



علمني،  كيف سأوصل الرسائل و نوافذ البيوت محطمة؟ و بشكل صريح لا وجود لبيوت باقية.



عَلمني، كيف سأنجو بأسرتي و في كل مكان تُشنّ النيران و السماء تغطّت بدُخان البنادق و المفجرات، و عن تلك الحروب التي تواجه أرضي في كل مرّة؟



أخبرني، عن قيمتي في بلادي المحتلة و المسلوبة منّي؟ 



أخبرني، عن ردّة فعلك و أنتَ تسمع عَمَّا يحدث في وطني؟ 



أخبرني، ما السبب وراء رغبتك للعيش بالخارج و أنتَ تمتلك وطن آمن؟ 



أخبرني، ماذا ستفعل إن كُنت تحَلِق في السماء و في الأسفل أطفال يبكون و يلعبون في نفس الوقت ؛ لكي ينسوا ما يدور حولهم ،وعن أمهات قد شابت رؤوسهن من كثرة القلق و التفكير، و عن آباء يحمون و يعملون؛ لِتأمين الحياة رغم الحروب؟ 



أخبرني، ما معنى أنك تعيش في وطنٍ آمن؟ و ما معنى ذلك في قلبك قبل معرفته في اللغة و الاصطلاح؟ 


أخبرني ، كيف يصبح الوطن ألم؟ و كيف تصبح رغبتك للجوء لدولة أخرى حُلم؟ و كيف تكون رغبتك للحرية غاية و هدفاً سميّاً؟ 


أخبرني، عن نهار يومك ماذا تفعل به؟ و عن مسائك؟ هل تستطيع تناول الوجبات الرئيسية ؟ هل تستطيع أن تصبر من دون تناول أحداهن؟ أو الاستغناء عن جميعهن؟ 


أخبرني أكثر عن النهار هل تستطيع رؤية السماء صافية؟ هل تستطيع أن تُطيّر طائرتك الورقية من دون هبوب العواصف الدُّخانية؟ 



أخبرني، إن كنت لا تعلم عن وفاة أحد أفراد عائلتك و أنتَ في وطنك؟ و عن عدم قدرتك بالدفاع عنهم؟ و عن احتلال أناس غريبين عن وطنك اللائي نُزعت الإنسانية من قلوبهم؟ 


فأنا طيْرٌ جريح من بلاد العرب. 





هناك تعليق واحد: